الاحتجاجات على التقنين تتواصل لليوم الثالث ولا حلول من المسؤولين

[Honey Girl]

الاحتجاجات على التقنين تتواصل لليوم الثالث ولا حلول من المسؤولين

بعدما دفع انقطاع التيار الكهربائي الأهالي إلى النزول المبرّر إلى الطرق في مختلف المناطق، للتعبير عن سخطهم واستيائهم بأشكال عدة ليس أهونها قطع الطرق الرئيسية وإشعال الإطارات وافتراش الأرصفة، بدأت الأمور بالعودة إلى نصابها أمس.
إذ أفاد مراسل «السفير» في البداوي عمر إبراهيم بأن فصلاً جديداً من فصول التحركات الاحتجاجية على انقطاع التيار الكهربائي في مدينة البداوي ومنطقة المنية انتهى، حيث أعادت قوى الأمن الداخلي فتح الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس بمحافظة عكار والحدود الشمالية مع سوريا، وأزالت كل المعوقات التي كان المحتجون قد استخدموها خلال فترة التحركات التي نفذوها على مدى ثلاثة أيام متواصلة، وأدت إلى عزل قرى وبلدات بكاملها وشل الحركة على هذه الطريق الرئيسية.
إلا أن قرار فتح الطريق من قبل القوى الأمنية طرح العديد من الأسئلة، حول الأسباب التي كانت تحول سابقاً دون القيام بمثل هذه الخطوة؟ وإمكانية عودة الاحتجاجات إذا لم تُعالج مطالب المحتجين وكيفية تعاطي القوى الأمنية معها؟ خصوصاً أن التحركات الأخيرة كانت قد بلغت مرحلة الذروة نظراً لاتساع رقعتها والوقت الطويل الذي استغرقته عملية قطع الطرق، وما سببته من أضرار مباشرة وغير مباشرة على الأهالي والعابرين عليها.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«السفير» أن قسماً من السياح العرب، الذين كانوا في طريقهم من الحدود اللبنانية ـ السورية إلى طرابلس، اضطروا للعودة الى سوريا بعدما واجهوا إقفالاً للطريق.
وعلمت «السفير» أن قراراً اتخذته الأجهزة الأمنية يقضي بعدم السماح مجدداً بقطع هذه الطرق، وان الأمر أبلغ للجهات المختصة وللمعنيين في تلك المناطق لنقله إلى المحتجين.
ويبدو أن هذا القرار وعوامل أخرى، دفعت بالمحتجين الى تغيير سلوكهم في التعبير عن اعتراضهم، حيث نفذوا أمس اعتصاما سلميا أمام محطة دير عمار لتحويل وتوليد الطاقة الكهربائية، ووجهت خلاله الدعوة إلى نواب محافظة عكار وفعالياتها، خصوصاً أن التحركات كادت أن تؤدي الى حصول إشكالات بين المحتجين وأبناء عكار، الذين كانوا قد طالبوا الأجهزة الأمنية مراراً بالتدخل لفتح الطرق، وحذروا من مغبة استمرار قطعها نظراً للأضرار التي تلحقها بهم.
وطالب المعتصمون بإنصاف المنطقة وتأمين الكهرباء في ساعات الليل، كما شددوا على ضرورة عدم التسبب بأية أضرار للمواطنين.
يذكر أن أبناء المنية، يقودون سلسلة تحركات احتجاجية على برنامج التقنين الكهربائي الذي اقر مؤخراً، ويطالبون بالعدول عنه والعمل وفق الصيغة التي كانت قائمة سابقاً، وتوفر لهم التغذية بالتيار الكهربائي 24 على 24 ساعة في اليوم، وذلك تعويضا لهم عن الأضرار البيئية والصحية التي يتسبب بها وجود معمل دير عمار في منطقتهم.
فتح الطرق في عكار
من عكار، أفادت مراسلة «السفير» نجلة حمود بأن التحركات الاحتجاجية المستمرة منذ عدة أيام في عكار على التقنين القاسي المفروض على المحافظة، تتجه إلى الحلحلة بعدما عمدت القوى الأمنية إلى فتح جميع الطرق أمام المواطنين الذين عانوا الأمرّين في الأيام الماضية، نتيجة محاصرتهم من قبل المحتجين الذين كانوا قد قطعوا الطرق الرئيسة التي تصل عكار بطرابلس والحدود الشمالية مع سوريا.
وكانت حالة من الاستياء قد بدأت تظهر وسط أبناء عكار المنقسمين بين معارض لعمليات قطع الطرق ومؤيد لها، وإن كان الجميع يقرون بأحقية المطالب ويطالبون بضرورة اعتماد نظام تقنين محدد لا يشمل انقطاع الكهرباء في الليل، خصوصاً أن قطع الطرق شكل عائقاً أمام افتتاح المهرجانات التي كانت عكار تستعد لها منذ أيام والتي حالت دون وصول ممثل وزير السياحة فادي عبود إلى منيارة للمشاركة في إطلاق مهرجان «صيف منيارة».
البقاع يواصل الاحتجاج
بخلاف ما حصل في كل من عكار والبداوي، تواصلت حركة الاحتجاجات الشعبية في قرى البقاع الأوسط رفضا للتقنين العشوائي والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، مع توقعات بازدياد هذه الحركة الاحتجاجية في الأسبوع المقبل مع بداية شهر رمضان المبارك.
وأفاد مراسل «السفير» في البقاع سامر الحسيني بأن معاناة المواطنين مع التقنين علاوة على أزمة مياه الشفة شكلت أمس محور خطابات أئمة المساجد في صلاة الجمعة، حيث انطلقت أكثر من مسيرة عقب صلاة الجمعة منددة بالانقطاع المستمر في التيار الكهربائي.
أما أقوى الاحتجاجات فكانت في بر الياس، حيث نفذ عدد من الأهالي اعتصاماً حاشداً كان من المقدر أن يتخلله قطع الطريق الدولية ـ بر الياس ـ بيروت لولا تدخل رئيس البلدية ناجي الميس وإمام البلدة الشيخ وسام عنوس اللذين منعا، مع عدد من المشايخ الأهالي، الغاضبين من الانتقال إلى الطريق الدولية وتم حصر حركة احتجاجاتهم مقابل القصر البلدي.
واستغرب عنوس الانقطاع المستمر للكهرباء عن قرى البقاع الأوسط مقابل تغذية كاملة لمناطق بيروت وللمقاهي السياحية وكازينو لبنان، فيما يترك البقاعيون أسرى الظلام وهم يستعدون لإحياء شهر رمضان.
في هذا السياق طالبت شركة كهرباء زحلة المساهمة، مؤسسة كهرباء لبنان بالعمل على تأمين التيار الكهربائي للمناطق التابعة لشركة كهرباء زحلة خلال شهر رمضان.
ووجه المدير العام للشركة المهندس اسعد نكد كتاباً إلى مؤسسة كهرباء لبنان أمل فيه السعي من المؤسسة إلى تأمين التيار الكهربائي وعدم قطعه خلال شهر رمضان، بخاصة خلال ساعات الإفطار والسحور.
كما أصدرت كتلة نواب زحلة بياناً شجبت فيه التقنين القاسي للتيار الكهربائي.
النبطية: 20 ساعة انقطاع!
ومن النبطية أيضاً، أفاد مراسل «السفير» عدنان طباجة بأن المنطقة لم تعهد انقطاعاً عشوائياً في التيار الكهربائي كالذي يحصل في الوقت الحالي، حيث وصل معدل التقنين فيها إلى عشرين ساعة من أصل 24، وبات الناس يتحسرون على برنامج التقنين الذي كان معتمداً قبل الأزمة الراهنة، بمعدل 6 ساعات تقنين، مقابل 6 ساعات إنارة، أما الآن فلا التزام بهذا البرنامج ولا من يحزنون، وحل محله الانقطاع شبه المتواصل والفجائي والعشوائي، وما إن تأتي الكهرباء حتى تنقطع من دون تفسير واضح للأسباب الموجبة من قبل مؤسسة كهرباء لبنان، لينعكس ذلك سلباً على أوضاع المواطنين ومصالحهم وأعمالهم.
وإن كان جزء من التقنين تتحمله مؤسسة الكهرباء، فإن الجزء الآخر يتعلق بحجم الضغط على الشبكات التي لم تعد تستطيع التحمل، بسبب اتساع رقعة المناطق المأهولة وعدم استقدام خزانات جديدة، فضلاً عن كثافة التعليق على الخطوط التي تتفاوت فيها نسبة التقنين بحسب مصادر مطلعة.
في المقابل، يمتنع أصحاب المولدات الخاصة عن مواكبة التقنين العشوائي بحجة تحملهم أعباء مادية مضاعفة، وعدم استطاعة مولداتهم تحمل الضغط الإضافي الناجم عن غياب التيار ساعات طويلة، في ظل ارتفاع درجات حرارة الطقس فيعمدون إلى المماطلة والتسويف واللجوء إلى تقنين مماثل من دون حسيب أو رقيب.
ويشكل انقطاع التيار الكهربائي مشكلة حقيقية للكثيرين من المواطنين كما يقول الصيدلي جهاد الأخرس، وذلك جراء تعطل الأجهزة الكهربائية، وعلى الأخص أجهزة التدفئة والتبريد وحفظ الأطعمة وأجهزة مكافحة البرغش، الأمر الذي يضر بصحتهم وسلامتهم، لا سيما الأطفال والشيوخ وأصحاب الأمراض المزمنة.
ويشير أمين سر جمعية تجار النبطية محمد زيدان إلى أن مؤسسة كهرباء لبنان من خلال التعتيم الحاصل تعمد إلى نعي نظام التقنين السابق بصمت، غير عابئة بأوضاع المواطنين ومصالحهم، ويتساءل: لماذا لم تخطط المؤسسة لتدارك هذه الكارثة قبل حلولها؟
ويحذر عادل كمال من ردود الفعل الشعبية الغاضبة في حال استمرار هذه الأزمة، نظراً لما تسببه من عواقب صحية ونفسية واجتماعية خطيرة على المواطنين، مطالباً بإيجاد حلٍ لها بدلاً من التلهي بالسياسة والضحك على عقول الناس.
لقد اعتدنا التقنين، لكن ما يجري الآن هو غير طبيعي ويصل إلى حدود المأساة كما يقول يحيى بدر الدين، لأن حدود التقنين مفتوحة وعشوائية وغير منتظمة، والأهالي لم يعد بإمكانهم التحمل في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعانونها في الوقت الحالي.
من جهة ثانية، نفذ أمس عدد من أهالي بلدة جبشيت اعتصاماً أمام مبنى البلدية، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي وشح المياه في البلدة، وعمدوا إلى قطع الطريق الرئيسية بالإطارات المشتعلة لأكثر من ساعتين.
وقد أعيد فتح الطريق بعد اتصالات مع مصلحة كهرباء النبطية التي أرسلت عناصر فنية للاطلاع ميدانياً على أسباب انقطاع التيار الكهربائي، وقد أبلغ المعتصمون باستبدال إحدى المحطات الكهربائية خلال عشرة أيام

المصدر: منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان

[al.ghali]

شكرا عالخبر
تحياتي لعيونك