اصدارات الكتب الجديدة

[oualid]

'ألبوم الخسارة'

الكتاب: «ألبوم الخسارة»

الكاتب: عباس بيضون

الناشر: دار «الساقي»،2012

يبدو الراوي هنا راوياً بنَفَسٍ مُنقطع.. يلهث. يسعل. يتنفّس بصعوبة كعدّاء في جولته الأخيرة... هو في سباقٍ مع الزمن. حاول أن يخدع السنوات. يُغافلها. إلاّ أنّها غافلته. مرّت بسرعة أكبر. فوجد الراوي نفسه فجأة في الخامسة والستين.
والمشكلة أنّه لا يعرف كيف يكون في عمره. يتأمّل نفسه وأفكاره ليعي المرحلة الزمنية التي يمرّ فيها، لكنّه لم يفهمها سوى في عجز الهرّ «نينو».

هرّ ابنته هو شريكه في الحياة اليومية وفي الكبر. معاً يتقدّمان في السنّ. كشخصٍ وظلّه. مرض الهرّ العجوز وتبدّل أحواله جعلاه يستبق عجزه ويتوقّع شيخوخته التي لم تعد ببعيدة.
«في هذا العمر الذي نحن الاثنين فيه، يمكن أن نتشاجر على الكنبة والسرير، يمكن أن أقرف من شيخوخته وأن أتحرّر هكذا من مشاعري تجاه شيخوختي، يمكن أن أدفعه بقدمي. لكن لا يمكن أن أقتله فيما الله يستعدّ لقتلي».

في «ألبوم الخسارة» تتقاطع سيرة الراوي مع هرّه «نينو» وكأنّه نيغاتيفاً أو مرآةً تعكس له أيّامه الآتية التي يخاف أن يعيشها وصولاً إلى اللحظة الحاسمة، الموت.
بعد «مرايا فرانكشتاين» يأتي «ألبوم الخسارة» استكمالاً لمشروع «التذكّر»، وإن لم يأتِ الكاتب على ذكر ذلك. في الأوّل استعاد الراوي لمحات ومشاهدات من حياته وهو طفل وشاب. أما في «ألبوم الخسارة» فإنّه يضع، إلى جانب الذكريات، تأملاّت للمرحلة العمرية المتقدّمة.

يستعيد الراوي شريط حياته ويتوقف عند محطات معينة من علاقاته النسائية، إلاّ أنّ سرد يومياته مع «نينو» وخوفه من الآتي هما المحطتين الأكثر أهمية.
يحاول الراوي على امتداد الكتاب أن يُسلّي نفسه بلعبة التذكّر. يتساءل عن السبب الذي يمنعنا من العبث بذكرياتنا واللعب فيها فيقول: «كنت إذاً بهذه الفكرة عن النسيان، المرارات التي تبقى أسوأ من الذكريات، ما من صفحات بيضاء. النسيان نفسه ليس أبيض. هناك فقط صفحات موسخة، أتساءل إذا كان من الممكن تنظيفها، أن نجد لها نهايات أخرى.
الوقائع تزول وتبقى مرارات من الصعب تبديلها. أتساءل مع ذلك إذا كان يُمكن أن نتجرأ على ذكرياتنا، أن نلعب معها، أن نكذب عليها. لماذا لا نخترعها كما نخترع أفكارنا ونضع لها نهايات من عندنا». إنه يُحاول أن يُقارع غده بإعادة إحياء ماضيه.

يتميّز كتاب الشاعر عبّاس بيضون بلغة سلسة وأفكار جديدة وتأملاّت فلسفية ثاقبة تُشبه إلى حدّ ما الشذرات التي يمكن أن نحفظها ونستخدمها في أيّ موقف من مواقف حياتنا كقوله: «كانت الحرب والحرب تمحو ما قبلها. إنّها لحظة بكر، لحظة ابتداء، ليس وراءها شيء» (ص:209) أو: «أرمي كذبة صغيرة ثمّ اصدّقها فتغدو شجرة. ثمّ تتحوّل حوتاً يبتلع الذكرى ويبتلعني» (ص254).
«ألبوم الخسارة» الذي وُضع تحت مُصنّف «رواية» لا يستجيب كعمل إبداعي إلى الشروط الأساسية للرواية. فيه نقع على راوٍ وشخصيات روائية ثابتة: «إكرام، نينو، هالة...».
كما أنّه تمّ توظيف الهرّ «نينو» وقصّة مرضه وموته روائياً في شكل مُدهش، إلاّ أنّ العمل لم يتبّع خطاً زمنياً واضحاً، كما أنّ سير الزمن الذي يُمكن استنتاجه هو أفقي. والمعروف أنّ الرواية تجري تبعاً لخط زمني عمودي أو رأسي، ما يُلزمه وجوباً عقدة روائية تُمثّل «القمّة» ليتدلّى منها خط آخر يُمثّل النهاية أو الخاتمة.
من هنا يُمكن تحديد نوع الكتاب بأنّه أقرب إلى autofiction أو «السيرة المتخيلة» منه إلى الرواية.
«ألبوم الخسارة» عنوانٌ سخيّ لعملٍ يُزاوج بين انسيابية العبارة وعمق معناها. يقتفي شذرات من سيرة الشاعر عباس بيضون أو «الراوي» في النصّ. فيه تتراكم مشاهد الخسارة: خسارة الأحبّة، خسارة الشباب، خسارة الصحة، وأخيراً... خسارة العمر.

[Honey Girl]

علي الغامدي: «مشاعر مفقودة»



مجموعة شعرية بالعامية الخليجية، لكنها عامية تقترب من الشعر الحديث، بقدر ما تبتعد عن الزجل.
الشعر عبارة عن مــشاعر وصــور قريبة من الحكي، ترصــف بجمل خاطـفة وسريعة.
وبطبيعة الحال فإن الإيقاع والقافية يضيفان الى الشعر موسيــقية وتناغماً، بقدر ما يقترب الكــلام من الهــمس والحديث الشفوي والبث والبوح والاعتراف.
صدر عن دار الرمك.

[Honey Girl]

ماري قصيفي: «أحببتك فصرت الرسولة»

لا بد من أن يذكرنا العـنوان بقصيدة أنسي الطويلة «الرسـولة بشعــرها الطويل حتى الينـابيع»، لكن الـقرب يتوقـف عـند العنوان فأشعار ماري القصـيفي عارمة بالمـشاعر والـصور، لكـنها مع ذلك تظل قريـبة للـغاية من النثر.
النثر الذي يستدعي لغة شبه اصطلاحية، لغة لها تراكيب النشر ذاتها وصوره وكناياته ونسقه البرهاني التوضيحي التفسيري، وذات المتانة التي لا تشي بعفوية الكلام وفوريته.
صدر عن «سائر المشرق

[Honey Girl]

قدّم الباحث الفلسطيني محسن محمد صالح قراءته النقدية حول العجز عن تحقيق دولة فلسطينية، في «المسار التائه للدولّة الفلسطينية» («الدار العربية للعلوم ناشرون»، و«مركز الجزيرة للدراسات»)، المنطلق من مقولة مفادها أن «القضية الفلسطينية» لا تزال إحدى أهمّ القضايا الرئيسة في العالم. في الفصل الأول (1917 ـ 1993)، استعاد الباحث تاريخاً من النضال ضد البريطانيين والإسرائيليين، ثم العودة إلى الأرض المحتلّة، وصولاً إلى أوسلو. وفي الثاني (1993 ـ 2010)، رسم صُوراً مختلفة عن المواقف العربية والدولية والفلسطينية المتعلّقة بالعنوان الأصلي.

[oualid]

كاتب: «سرداب العشق»

'سرداب العشق'
لسهى الصوفي

الكاتب: «سرداب العشق»

الكاتبة: سهى الصوفي

الناشر: «المركز الثقافي العربي»،2012

في روايتها الأولى «سرداب العشق» تطرح الكاتبة السورية سهى الصوفي قصّة حبّ جارفة بين «صوتين» هما: المرأة السورية والرجل الفلسطيني.

معهما يتجاوز الحبّ معناه التقليدي ليطال عشق الوطن والمواطن العربي الذي لا يبرح يغرق في معاناته الناتجة أولاً من الظرف السياسي والأمني في بلاده.
وتتميّز الرواية بأسلوبها الشعري ولغتها البليغة التي تحوّل النصّ السردي أحياناً إلى قصيدة شفافة.

[oualid]

'رجل الغابة الوحيد

لفؤاد قنديل

الكتاب: «رجل الغابة الوحيد»

الكاتب: فؤاد قنديل

الناشر: «الهيئة المصرية للكتاب»،2012

صدر حديثاً للكاتب والناقد المصري فؤاد قنديل رواية جديدة بعنوان «رجل الغابة الوحيد». تنضوي الرواية على ثيمات كبرى مثل الحبّ والعنف والجنون والتضحية تتجلّى من خلال قصّة طبيب نفسي وسيم تعشقه النساء ويزددن عشقا بعد أن يؤسس جمعية للدفاع عن المرأة مؤيدا حقها في أن تحتلّ مكانة متقدمة في المجتمع، ممّا يعرّضه لهجوم شرس من بعض رجال التيارات الأصولية والمتشدّدة.

هذه الرواية هي الثامنة عشر للكاتب بعد «أشجان»، «السقف»، «الناب الأزرق»، «عشق الأخرس»، «روح محبات»، «حكمة العائلة المجنونة»، «ابقي الباب مفتوحاً»، «قبلة الحياة»، «ألغام»... ومن أجواء الرواية:
«قاعة المحكمة مزدحمة بكم هائل من البشر. الإدعاء يصول ويجول معددا خطايا المتهم . تلاه المحامون واحدا بعد الآخر يفندون اتهامات الادعاء، لكن القضاة في النهاية أصدروا حكمهم بالإعدام ليكون عقابا مستحقا للطبيب الذي خان الأمانة وعبث بأفكار الفتيات وهتك أعراض الشريفات وغوى الغافلات.
ولولت النساء وصرخ الرجال، واهتزت القاعة من ثورة الحاضرين، ثم تعالت أصوات متفرّقة تضرب هنا وهناك...».

[Honey Girl]

بعد مجموعتين شعريتين «صرخة امرأة» و«الأيام بيننا» صدرت المجموعة الثالثة لسلوى محمد يوسف يعقوب بعنوان «كيف أغفو إذا أرِقت أشعاري». تضمنت مجموعة من قصائد الوزن والنثر، تجول في ثنايا حياة الشاعرة وتجاربها ولحظاتها الحميمة، كما تنعطف بها نحو عائلتها، متذكرة الأماكن والأزمان والأحداث. وللحب مكان الصدارة في المجموعة.. «كلما تعريت لأرتاح/ لأستقيل/ أرتعش فأرتديك يا لعنتي/ عتيق في دمي/ ودائم الحركة». في المجموعة صور وملاحق قصائد لمصطفى سبيتي وآخرين. من دون ذكر لناشر.

[Honey Girl]

في جديده الشعريّ «ظلّ الوردة» (دار الساقي)، يغوص حسن عبد الله في متاهات الذات وانفلاشاتها على أزمنة وأمكنة وحالات وتأمّلات وحكايات، يصوغها بحساسيته المعهودة، وبنبرته الساخرة أحياناً، وبصوته العميق دائماً. يكتب أبياتاً قليلة، كأنه يُكثّف الحكاية المشتعلة بهذا الحدّ الواهي بين النثر والشعر. فالقصيدة أهمّ، والشكل يمنح اللغة حضوراً محتاجاً إلى ذاك المضمون المُشلّع كلمات منثورة في ثنايا الحبّ والتفاصيل الصغيرة واليوميات المفتوحة على احتمالات الإبداع.

[Honey Girl]

ترتكز رواية «الباب الطارف» (طوى للثقافة والنشر والإعلام) على الإنسان الفرد وهمومه، من دون أن تتغاضى عن أشواق الروح وتطلعاتها. بحسب التقديم الذي وضعه عبدالله الحُسامي، فإن الرواية، «الحداثية بامتياز»، «تُعلن حنيناً لفضاءات محفوفة بالسعد والبهجة، كتبتها أنامل أنثى بلغة غضة». رواية مكتوبة بأسلوب السرد الذاتيّ، الأشبه برسائل موزّعة على الحب والذكريات والسيرة والحكايات المنسوخة من ماض وراهن أيضاً. رواية مشغولة بمناجاة صاغتها الكاتبة بشفافية

[Honey Girl]

اختارت ساره العــسيري، العاملة في السلك الديبلوماسي السعودي، لغـة مكثّفة في إعادة سرد تأملاتها في فصول عـدّة. فكتابها «تأملات 2011» (دار الفارابي)، هو الأول لها في مجال الأدب، جاعلة من نصــوصه مرايا ذاتها المرهفة في مخاطبة ذاتها أولاً، والآخرين لاحقاً. تستعين بالحوار الداخلي، لتقول أشياء عديدة. تستخدم الخطابة التأملية الهادئة، لتروي بعضاً من حاكاياتها. لكن النَفَس الفلسفي حاضرٌ بخفر، واليقين جزء من اللعبة الكتــابية أيضاً